حكمة : صدرك أوسع لسرك.

أيها المسلمون والدعاة: إنتبهوا. انتبهوا قبل أن تذكروا الديموقراطية على ألسنتكم

أيها المسلمون والدعاة: إنتبهوا.

انتبهوا هداكم الله قبل أن تذكروا الديموقراطية على ألسنتكم وفي بياناتكم.

إن الديموقراطية نظاما للحكم وليست مجرد انتخابات وصناديق !!! فهل تعرفون المعنى الحقيقي للديموقراطية وما هو النظام الديموقراطي وقيمه الأساسية ؟

معنى الديموقراطية عند أصحابها هو أن يكون المرجعية الوحيدة هي الشعب والناس. فالحكم والسيادة فيها للشعب ، ولا مرجعية فيها لأي دين أو أي فكر حتى لو اختار الناس ذلك !!!

إنهم يسحبون الحكم من الله ويعطوه للشعوب، وهذه قاعدة وقانون فوق اختيار الشعب نفسه لا ولن يُسمح له بكسرها.

 والديموقراطية تعني أن جميع الشعب بطوائفه وفئاته وأقلياته بأديانه وأفكاره مهما كانت نسبتها في المجتمع ومهما كان تكوينها لها الحق الكامل في المشاركة في وضع الدستور الحاكم لهذا المجتمع ، وعلى الأغلبية -مهما كانت نسبتها- أن تتوافق مع الجميع في وضع الدستور إلى أن يتراضى به جميع الطوائف ، وليس للأغلبية الحق مهما كان عددها أن تفرض دستورا ولو كان شرع الله.

وذلك يعني أن تتوافق مع النصارى والليبراليين والاشتراكيين وفئات الفنانين والممثلين والكتاب والإعلاميين وكل فكر ودين داخل المجتمع لوضع دستور يرضي به الجميع.

 والديموقراطية قد تقبل ببعض الشريعة وأحكامها على سبيل وأساس الاختيار القابل للتغيير والتبديل والخروج منها، وليس أبدا الالتزام بها. ولا يسمح فيها للشعوب أن تضعَ مرجعية غير قابلة للتغيير وليست فوق النقد والاعتراض عليها لتظل لهم الحرية أن يغيروا ما شاءوا وقتما شاءوا.

 والديموقراطية لا يُسمح فيها بأن تكون هناك مرجعية دينية يكون رأيها ملزما للجميع إذا اختلفوا في شيء منها مهما كانت شكل هذه المرجعية وموقفها منهم جميعا، بل فقط على سبيل الاستشارة في أحسن الأحوال.

هذه هي القيم الأساسية للديموقراطية؛ وهي تعني ببساطه أن تبحث مع الجميع عن حل وسط يرضى به الجميع ، وهي ببساطه تنزع أخص معاني الألوهية وأعمق صفة من كلمة التوحيد وهي أن يكون الحكم لله وأن تكون شريعة الله هي الحاكمة للجميع بلا معارض أو معقب وهي بذلك تخالف الله في صفة من أخص صفاته.

إن الديموقراطية في حقيقتها تجمع بين العلمانية والليبرالية والشيوعية وكل فكر ودين له أنصار تحت عبائتها ليكون لهم جميعا مكان ورأي في التشريع وفي الحكم، وقد علمنا من قبل أنّ كل هذه المناهج لا توافق شرع الله بل تعارضه، فكيف نتبع من يحتضنها جميعا !!!.

إن من يدعي أن قيم الديموقراطية لا تتعارض مع الإسلام إذا أعلينا عليها كتاب الله ورسوله وهي بذلك توافق الشرع فليعلم أن في هذا خطر عظيم على عقيدته، لأن الإيمان بأن الحُكم لله وحده والإعلان به دون مداهنه أو مواربة أو مشاركة هو من صميم العقيدة ومن عميق معنى "لا إله إلا الله" التي ما قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بالمساومة عليها، ولا على طرف منها، ولا على قسمة شيء منها بينه وبين المشركين، ولا تخبئة شيء من معناها، وكانت دعوته بها من أول يوم ناصعة واضحة صادعا بها بكل ما تعنيها وتحتويها من حقائق ومعان، وهي التي وافق المشركون وعلى رأسهم أبو جهل أن يعطوه كل ما يريد إلا أن يعطوه هذه الكلمة ، لأنهم كانوا يعرفون ما المقصود منها وهي "أن الاستسلام والطاعة والحكم لله وحده بلا منازع ولا معارض ولا معقب". ونحن حين لا نُظهر ذلك ونستبدله بأي كلمة أخرى ولو بدعوى إمكانية أسلمتها أو بدعوى أنها مجرد وسيلة فنحن حينئذ نخبئ المعنى الحقيقي والمقصود من "لا إله إلا الله" التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبهذا نكون قد أفرغنا دعوة الإسلام والدين مما قام عليه، وهي الاستسلام التام لحكم الله سبحانه وتعالى، ولا قيمة للدعوة بعد ذلك ولا للخلافة وإن عادت، إذا لم يفهم الناس من وراء دعوتنا المعنى الحقيقي لـ "لا إله إلا الله".

لذلك فالادعاء بجواز الأخذ بالديموقراطية بدعوة إمكانية أسلمتها أو موافقتها مع الشرع باطل والدليل على ذلك أمران:

الأول أنه إذا ثبتت مخالفتها لشرع الله فلا يجوز الاحتكام إليها بأي حجة ولا أي مبرر، فكل ذلك باطل ولا قيمة له، لقول الله سبحانه تعالى في سورة النساء:

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا)ﱠ(النساء: 60)

والثاني أنه إذا زعم أحدٌ أنه يأخذ من الديموقراطية ما يوافق الإسلام ولا يعارض الدين ونيته في ذلك الإصلاح بها والإحسان فقد قال بفعله أن شريعة الإسلام ناقصة، وتوهّم وأوهم الناس أن ليس في الإسلام نظام للحكم متين وكامل، وهؤلاء يكفيهم قول الله تعالى فيهم بعد الآية السابقة:

(فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)ﱠ (النساء: 62)

وقوله تعالى في سورة المائدة:

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًاﱠ)(المائدة: من الآية 3)

فإن دين الإسلام قد كمل، ولم يترك لنا الإسلام شيئا إلا وقد أرسى قواعده وأسسه التي نعود إليها فيه، ولا نحتاج أبدا في أصول ديننا إلى أي شيء آخر من خارجه. ومن يتخيل أن الإسلام الذي جاء بالحدود والتشريعات والقوانين لم يترك لنا نظاما للحكم هو الذي يقوم على تنفيذ كل ذلك فقد أوغل في الجهل، وإن كان من أحفظ الناس للقرآن والحديث ومن أكبر الدعاة إلى الله.

أما من يدعي أن كلمة الديموقراطية هي مجرد اصطلاح لوسيلة الانتخابات التي يمارسها الناس ولا مشاحة في الاصطلاح، فهذا إذا كان كل الناس بلا استثناء قد عرّفوه نفس التعريف، ولكن إذا كان هناك ليبراليون وعلمانيون واشتراكيون وغيرهم من المنحرفين يستخدمون هذا المصطلح بتعريف آخر يعنون به حقيقتها المخالفة لعقيدة التوحيد ولشرع الله ويدعون إلى تطبيقها كما يعرّفونها، وهذا التعريف هو أصلها، فلا يجوز أبدا مجرد استخدام هذا المصطلح لأن الناس سيضلون بين استخدامنا له واستخدامهم له، وفي هذا خطر كبير على عقيدة الناس. ومن يقول لا مشاحة في الاصطلاح فعليه أن يقرأ ويتمعن في قول الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم). و "راعنا" كلمة لا علاقة لها بالعقيدة وفي معناها الأصلي العربي لا شيئ فيه، ولكن اليهود كانوا يستغلون هذه الكلمة ليُسيئوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نواياهم، لأنها كانت تدل على معنى قبيح بينهم، فنهى الله المؤمنين أن يستعملوا تلك الكلمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما الحال بكلمة تخالف عقيدة الإسلام في أصلها وحقيقتها، وأعداء هذا الدين إنما يستخدمونها ليجعلوا من تلك الحقيقة وهذا الأصل هو الدين الذي نرجع إليه في حياتنا وشريعتنا، فلا يخدعنكم الشيطان بأي وسيلةٍ يلبس بها عليكم في دينكم وعقيدتكم وكلمة التوحيد فتهلكوا.

ولذلك كله فالواجب علينا نحو الديموقراطية أن نكفر بها ونُعرّف الناس بحقيقتها لا أن تجري بها ألسنتنا أمام عوام الناس. وإن كل من يستعمل الديموقراطية على لسانه من الإسلاميين هو اعتراف منه بها كنظام للحكم وإن كان يزعم أنه يريد بها تطبيق شرع الله أو كان يزعم أنه يستخدمها كوسيلة انتخابات فقط!!.

إن المعنى الحقيقي للديموقراطيه لا يقبل أبدا بتطبيق الشريعة مهما كانت نسبة الأغلبية المسلمة، وهي في حقيقتها نظاما للحكم يناقض حكم الله وشرعه الذي يجعل كتابَ الله وسنةَ رسولِه مرجعية فوق اختيار الشعب ونوابه وفوق كل اعتبار، ثم تأتي بعد ذلك الشورى المحاطة بالعدل والمساواة والإحسان والاحتياط للضعيف من الناس لتشكل نظاما وقيماً يقوم عليه الحكم في الإسلام، مع تقديم واحترام أهل الحل والعقد من العلماء وأهل الرأي والقوة من الناس.

إن أول واجبات الدعوة الى الله هو تعليم الناس معنى الألوهية الحقيقي وأن الإسلام نزل ليحكم الإنسان والحياة ونُربيهم على الخضوع التام لحكم الله وحده، والبراءة من كل أنظمة الحُكم الأخرى (الولاء و البراء)، لا أن نكون سببا في انخداع الناس بأي منها، ولكن بدلا من ذلك ذهب بعضُ الإسلاميين والدعاة ليعترفوا بنظام آخر للحكم من غير عند الله بحجة أسلمته وتَوافقِه مع قيم الإسلام.

فانتبهوا أيها المسلمون والدعاة -هداكم الله- من أوهامكم وتصوراتكم، ولا تدْعُوا إلى أمر يخالف شريعة الله، ثم تكونوا فوق هذا سبيلا لانخداع عوام الناس بالديموقراطية، لتكونوا بذلك سببا في جهلهم بحقيقتها، ولتكونوا سببا في اتباعهم لهؤلاء الذين لا يريدون من وراء الديموقراطية إلا البعد عن تطبيق شرع الله.

وتذكروا أن عبودية النصارى لأحبارهم ورهبانهم كانت لاتباعهم لهم بعد أن أعطوا لأنفسهم حق التشريع وهذا ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعدي بن حاتم حين قرأ عليه قوله تعالى: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " فقال عدي "إنا لسنا نعبدهم" فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اْليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟ فقلت: بلى. قال :فتلك عبادتهم". رواه احمد والترمذي وحسنه. فكيف ندعو الى نظام ونتبع نظاما لا يُقر أصلا بحق التشريع لله وحده بلا معقب ولا مبدل؟!! ولماذا نتبعه وقد أنزل الله إلينا نظاما نحتكم به وإليه ؟!! .

واعلموا أن أول النصر صفاء العقيدة والمنهج من المساومة أو التفكير في التنازل أو الرضا بشيء ولو كان يسيرا من شرعٍ غير شرع الله، أو أن نرضى بنظامٍ للحكم غير ما أنزل الله. فما بالنا وكيف نرضى بنظام للحكم ليس فيه الحكم لله وحده، وعلينا فيه أن نتوافق مع مختلف الطوائف والأفكار والفئات والأقليات حتى يرضوا !!.

لقد قال الله تعالى لنبيه: ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا (74 )

إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا( 75 ) (الإسراء)

يقول بن عباس رضي الله عنه: "إن أنبياء الله معصومون ولكنه نذير الله لهذه الأمة " والخطاب القرآني كان لرسول الله إلا أنه كما قال بن عباس لم يكن إلا نذيرا لكل الأمة من بعده صلى الله عليه وسلم.

نذيرا للأمة حتى لا يغتر أحدٌ ولا يظن أحدٌ مهما قدّم في سبيل الله تعالى ثم أنه ركن أو رضيَ بشيء ولو كان يسيرا من أمر الظالمين مما يخالف العقيدة أن الله تاركه ومتجاوزٌ عنه ما غيّر أو بدّل أو كتم في دين الله بسابق ما قدمه لهذا الدين ، لأن المبلغ رسالة عن مليكه عليه أن يؤديها كما أرسله بها الملك، فإنْ غيّر أو بدّل المُبلغُ من عند نفسه دون أن يَرجعَ إلى الملك، فإنه لا شك سيغضبُ الملكُ عليه مهما بذل من تضحيات في سبيل أداء الرسالة.

ولا يغترَّ أحدٌ بصالح نيته ولا بما قدم في سبيل الله تعالى، وإن هذا الدين سنقدمه للناس كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فمن آمن فلنفسه ومن أبى فليس علينا إلا البلاغ، والخلافة يعيدها الله وقتما يشاء، ولن تعود إلا في الوقت الذي يشاء سبحانه ، ومن الخسران أن نسعى إليها من غير الطريق الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

إنه دين الملك الكبير المتعال الذي ينبغي علينا أن نقدّمه كاملا للناس بلا حياء أو استحياء أو تمييع أو إخفاء لما في الصدور خوفا مما يجهلون.

إن الديموقراطية –(وبالأصح وسمها بالديموخراطية)– في حقيقتها نظاما للحكم يناقض حكم الله وشرعه فهي تنزع الحكم من الله، وهي تجمع وتقبل بكل الأنظمة المخالفة لشرع الله تحت جناحها تحت ستار التعددية وقبول الرأي الآخر وعدم رفض الآخر، وإنني أشهد أني برئ منها ومن كل ما شاكلها من اشتراكية أو علمانية أو ليبرالية أو شيوعية ومهما كان اسمها ومهما كان شكلها، إن هي إلا أسماء سميتموها ما نزّل الله بها من سلطان.

(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:40)

وأقول للواهمين بها وبأسلمة الديموخراطية ولمن يتوهم أن تجتمع الديموخراطية مع الشورى في سطر واحد، ولمن يتوهم أن الديموخراطية قد تكون سبيلا لتطبيق شرع الله :

إن طريق الشريعة يمين، وطريق الديموخراطية يسار، لا ولن يجتمعان أبدا.

إنها العسل المسموم لتستدرجكم بعيدا وتفتنكم عن بعض ما أنزل الله، وليس بعد البعض إلا الكل.

يقول الله تعالى:

وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ. (المائدة:49)

اعلموا أيها الدعاة أنّ سَلَمةً واحدة في العقيدة تكفي بهدم البنيان كله مهما قدمتم وضحيتم في سبيل الله ، وكفيل بتضييع كل جهدكم في سبيل الله، فإن الله لا يغفر لأحد أن يشرك به ولو كان نبيا.

يقول الله تعالى:

(ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لأن أشركت ليحبطن عملك ولَتكونن من الخاسرين) (الزمر: 65).

والخطاب كان له صلى الله عليه وسلم ولكنه نذير الله لهذه الأمة، والعقيدة ليست محصورة في عبادة الصنم وبدع القبور.

فلا تتهاونوا في أي أمر من أمور العقيدة مهما كان صغيرا فلا صغير في العقيدة ، والحكم لله من أعمق معاني كلمة "لا إله إلا الله" ، وإن الديموخراطية نظاما للحكم ليس من عند الله ، وحين ندعو الى تطبيقها ففي ذلك إيحاء بأن الإسلام لم يأت كاملا ولم يأت بنظام للحكم متين يتحاكم به وإليه الناس. وإنه لا يجوز لنا أن نترك حكم الله لنذهب لأسلمة نظام لم يأت به الله استعجالا منا لقيام دولة تحكم بحكم الله توهما منا بحدوث ذلك، وأملاً منا أن يجعل الله الفضل في إقامة خلافته في الأرض وتحكيم شريعته من سلوك طريق الديموخراطية.

واعلموا انه لا يصح إيمان حتى نؤمن بالله وبحكمه وشرعه وبكل بما هو له وحده ، ونكفر بكل ما سواه، ونتبرأ من كل ما عداه في الحكم كما في العبادة والنسك،

وإن شرط التمكين

(يعبدونني لا يشركون بي شيئا).